2009/07/09

إلى حدس ... مع التحية


لست من المنتمين إلى الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) لكنني من المحبين لها ولكل القوى السياسية التي تسعى للخير والتنمية في بلدنا الغالي ، لكن هذا الحب لا يمنعني من أن اختلف معهم في بعض الرؤى كما لا يمنعني أن أرسل لهم مع التحية نصيحة وعتابا أجمله في العناوين التالية :

التواصل مع الجماهير
يفترض أن من أهم ما يميز الحركات الإسلامية - ومنها حدس - ارتكازها على قاعدة جماهيرية عريضة تمثل أغلب شرائح المجتمع وفئاته ، وقيادتها لأغلب مؤسسات المجتمع الأهلية - ذات التمثيل الشعبي الكبير- إضافة إلى معايشتة للشعب الكويتي في لجان الزكاة واللجان المهتمة بالعمل الاجتماعي والشبابي ، والكثير من اللجان الاجتماعية والخيرية الأخرى.
هذا ما يفترضه الواقع وطبيعة المجتمع والسياق التاريخي (القريب) في الكويت ، وهذا ما يميز الحركات الإسلامية – ومنها حدس – عن القوى السياسية الأخرى . لكن هذا الافتراض يصطدم مع ما حدث في الأمس القريب حينما خرجت نتائج الانتخابات البرلمانية ، وبغض النظر عن التبرير العاطفي لما تعبر عنه تلك النتائج فإن الواقع يقول أن هناك خللا ما ، وان حدس بدأت تخسر عمقها الاجتماعي ، وأن هناك انقطاعا في التواصل بين حدس وقاعدتها الجماهيرية التي آزرتها وأيدتها لسنوات طويلة ، بل الأسوأ من ذلك أن مجرد التصريح بالانتماء لهذه الحركة أصبح سببا للنفور والمقاطعة ... فهل يعرف الأخوة في حدس أسباب ذلك ؟
لأنكم انقطعتم عن تلك الجماهير فلا زيارات ولا دعايات ولا تعرفونهم إلا قبل الانتخابات ، ولأنكم لم تبذلوا من الجهد ما يكفي لإقناع الناس بكم لاسيما في الدائرتين الكبيرتين الرابعة والخامسة رغم أن لكم الكثير من المؤيدين والمحبين في تلك الدائرتين ،
ولأن بعض قراراتكم لا تعبر عن هموم تلك الجماهير بل تصطدم برؤاها وقناعاتها ، وقد كان الأجدر بكم النزول عند ما تراها جماهيركم حتى وان خالفت قناعاتكم ، ألم يترك النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة على بنيانها الخطأ ويمتنع عن تصحيح بناينها حرصاً على رأي الناس وقناعتهم؟ ألا يسعكم في ذلك ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

مركزية المكتب السياسي
في حدود معلوماتي المتواضعة فإن المكتب السياسي لحدس يمثل المطبخ الذي تطبخ فيه القرارات السياسية لكنه للأسف مطبخ يطبخ لمن لا يشتهي أن يأكل . المكتب السياسي لم ينجح في تحقيق أهدافه باعترافات أعضائه الفعلية والجماعية ، أي بالاستقالات الجماعية . وبما أن الحديث الآن يدور حول تشكيل جديد للمكتب السياسي فأقترح أن يتخلى هذا المكتب عن الكثير من صلاحياته المركزية لمكاتب متعددة بعدد الدوائر الانتخابية دون التدخل المركزي في اختيار أعضاء تلك المكاتب ، مع مراعاة الاسترشاد بآراء الحكماء وذوي الرأي من أبناء الدائرة وإن لم يكونوا من المنتمين لحدس فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها ، وأن تكون تلك المكاتب هي المطابخ الفعلية للقرارات السياسية ، وأن تقتصر مهمة المكتب الرئيسي على التنسيق بين تلك المكاتب والتحدث نيابة عنها - لا اتخاذ القرار نيابة عنها - حتى ولو تعددت القرارات في القضية الواحدة فما الضير بأن يكون لحدس رأيين – أو أكثر- في قضية واحدة . فإن كانت حدس تعبر عن آراء الناس فآراء الناس تتعدد ولكل دائرة انتخابية همومها وقناعاتها ، فإما أن تعايشون الناس همومهم وآرائهم وتكسبوا الجميع ، وإما تقتصرون على تمثيل فئة من جماهيركم في دائرة انتخابية واحدة ، وحينها فإن عدد ما ستحصلون عليه من أصوات سيتناسب طرديا مع عدد من تمثلون آرائهم وتعكسون همومهم من أفراد المجتمع وفئاته.

القناة الإعلامية
أثبتت الانتخابات الأخيرة من جملة ما أثبتت أن للإعلام تأثيرا بالغا في تشكيل الرأي العام كما أثبتت الانتخابات الأخيرة أن حدس تفتقر لذلك التأثير لأنها تفتقد إلى قناة إعلامية مؤثرة تدافع عنها ، فضلاً عن أن تروج لها وتسوقها !!! وهنا لا احصر الحديث حول القناة الإعلامية في قناة تلفزيونية تحديداً ، بل قد تكون تلك القناة صحيفة ، أو قناة تلفزيونية ، أو إستراتيجية إعلانية . ألا تستطيع حدس إنشاء قناة تلفزيونية ؟ آو على الأقل شراء قناة موجودة على الساحة ؟ ألا تستطيع المساهمة في قناة تلفزيونية والدخول في مجلس إدارتها ؟ ألا تستطيع حدس استقطاب بعض الإعلاميين المتميزين ؟ ألا تستطيع حدس إيقاظ صحيفتها " الحركة " من سباتها وبث الروح فيها وإعادة هيكلتها ؟ ألا تمتلك حدس من الأموال والدعم المادي ما يمكنها من إيجاد إستراتيجية إعلامية محترفة و مؤثرة ؟ ألا يوجد من أبناء حدس ومحبيها من يملك قلما مؤثرا أو زاوية صحفية مقروءة ... ألا يوجد عند حدس قناعة في أهمية الإعلام وتأثيره ؟؟!!!

الاختلاط
اطلعت على التغطية الإعلامية التي نشرتها جريدة الوطن في 9/6/2009 للندوة التي أقامها مكتب المرأة التابع لحدس وحقيقة لم يكن إطلاعي قراءة لما كتب ، وإنما شغل بالي وشد انتباهي ما عرض من صور . فما أن رايتها حتى قفز إلى ذهني اسأله كثيرة ، أود قبل أن اذكر بعضا منها أن اصف ما رأيت في تلك الصور التي نشرت مع التقرير ، فقد كانت إحدى الصور تظهر الصف الأول من الحضور وفيه جلس بعض النساء (متبرجات وغير متبرجات) وجلس بجانبهم رجلين - وربما كانوا أكثر لم تظهرهم الصورة - وأظهرت الصورة الأخرى الضيوف المتحدثين في المنصة وفيهم بعض أعضاء مجلس الأمة من الرجال ومن النساء ( متبرجات وغير متبرجات) ، وليسمح لي الأخوة في حدس أن أسألهم : هل ترون أن ما حدث في تلك الندوة هو اختلاط منهي عنه شرعاً أم لا؟ فإن كانت الأولى فتلك مصيبة ، وإن كانت الأخرى فالمصيبة أعظم . وكيف تطالبون بان تكون عضوات المجلس من النساء ملتزمات بالضوابط الشرعية وانتم لا تلزمون بذلك في اختيار ضيوفكم (من النساء) في ندواتكم ولقاءاتكم ؟ وكيف تطالبون بمنع الاختلاط - ولحركتكم تاريخ طويل ومشرق في هذه القضية - وانتم لا تلتزمون بمنع الاختلاط في ندواتكم ؟ وما هو تبريركم الشرعي لما حدث من مخالفات شرعية في ذلك اللقاء ؟ هل أخذتم رأي اللجنة الشرعية في الحركة في هذه المسألة ؟

كلمة أخيرة
يقول الإمام مالك بن انس : " لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها "

هناك 4 تعليقات:

  1. اليس فيكم رجل رشييييييد ياحدس
    ياليت تستفيدون من هالكلام والله صحيح 100%

    ردحذف
  2. حدسي سابقاً12 يوليو 2009 في 1:42 ص

    صح لسانك اخوي محمد

    ردحذف
  3. اخوي جنتلمان أظن إن حدس فيهم الكثير من العقلاء لكن أغلب هؤلاء العقلاء ليسوا في محل اتخاذ القرار

    شكراً على المرور يالغالي

    ردحذف
  4. حدسي سابق
    شرفني مرورك وعسى ربي يسلمك من كل شر

    ردحذف