2009/07/23

الله يرحم ايام الكفاءة


للإسف يزيدني الواقع يوما بعد يوم قناعةً بأن الكفاءة لا قيمة لها ولا يعتد بها فالكثير مما نراه ونسمعه ونعايشه على أرض الواقع يرسخ هذه القناعة في ذهني ... في الوقت الذي ترسخ فيه قناعة أخرى في ذهني وهي أن المناصب القيادية والترقيات الوظيفية لها أسباب أهم وأولى من الكفاءة وفي مقدمتها القرابة الاجتماعية (عائلية وقبلية) ثم الواسطات والمحسوبية وكذلك الانتماءات الحزبية (اسلامية وليبرالية) واخيراً الخبرة الوظيفية (الأقدمية) ... هذه أهم واقوى الوسائل الموصلة للترقي والمناصب القيادية . وهذا الأمر واضح وملاحظ ابتداً من مكتب رئيس القسم إلى مكتب الوزير
ولوكانت المشكلة تنتهي عند هذا الحد لهان الأمر ولكن مايترتب على ذلك يمثل مشاكل أخرى متتابعة ومنها ... أولاً من يصل إلى منصب قيادي أو يحصل على ترقية لمنصب قيادي بتلك الطرق لن يسعى لتطوير كفاءته وتنميتها في منصبه القيادي ففاقد الشي لا يعطيه ، إنما سيسعى لتطوير وتنمية تلك الوسيلة التي أوصلته لهذا المنصب سواءً كانت تلك الوسيلة عائلية أو محسوبية او حزبية
ثانياً من يفتقد إلى الكفاءة لن يحرص أن يعمل معه صاحب كفاءة لأن صاحب الكفاءة سيكتشف وينتقد ضعف مسؤوله ... كما أن صاحب الكفاءة لن تكون طاعته للأوامر عمياء ولن يكون من فريق " مع الخيل يا شقرا " لذلك سيتكون فريق عمله - أي المسؤول - من المتردية والنطيحة ... عفواً اقصد الأقارب أو الشلة أو اعضاء الحزب أو التنظيم ... والله يرحم أيام الكفاءة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق