نار سكوب وحطب الوطن

الوطن جريدة وتلفزيوناً تعلن تضامنها التام والكامل مع قناة سكوب ليس من اجل عرض برنامج بعينه ولا لموقف محدد ، ولكن من منطلق الايمان بحرية الرأي والتعبير والنقد المباح، وهي كلها ممارسات كفلها الدستور الكويتي للمواطنين.

هذه مقدمة البيان الصحفي الذي نشرته جريدة الوطن تضامنا مع قناة سكوب وهو بيان عجيب هل اصفه بأنه غير منطقي أو أنه غير واقعي أو أنه غير مقبول ... ربما يقبل كل تلك الصفات فجريدة الوطن تعتبر بيانها حول قناة سكوب ... لاعلاقه له ببرنامج معين إنما هو مسألة مبدأ بمعنى أنه لا يهمها ما هو محتوى البرنامج ولا يهمها إن كان تعدى على أحد أو تطاول على أو أساء لأحد أو أنه انحدر في دركات الاسفاف أو أنه مترع بافتراءات بعضها فوق بعض ... كل ذلك لا يهم المهم إن تكون لقناة سكوب حرية مطلقة ببث ما تشاء لأن الحرية وبالذات حرية الاعلام خط احمر بل "صبة كنكريت حمراء" ... فحرية التعبير يكفلها الدستور ويجب أن نتقبل النقد بروح رياضيه وتتسع صدورنا له !! عجباً يا جريدة الوطن " كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون " أنا هنا أسأل جريدة الوطن وهل يتسع صدركم للنقد ولحرية الاخرين ؟؟؟ اجيبوا ... كم قضية رفعتموها ضد كتاب وصحافيين من صحف اخرى في المحاكم الكويتية ؟؟؟ بل كم عدد القضايا التي رفعها كتاب وصحفيون واعلاميون على اعلاميون آخرون ؟؟؟ ... لا شك بأنها تتجاوز المئات ... لماذا ياجريدة الوطن لا يتتسع صدوركم للنقد الإعلامي أم حرام على بلابلها الدوح حلال للطير من كل جنس ... هل ستقولون ان ما ترفعون القضايا ضده هو الاسفاف والتطاول ؟؟؟ هل هذا المانع حكرٌ على جريدة الوطن وكتابها ؟؟؟ هل لها ولهم قدسية لانعلمها ؟؟؟ يا جريدة الوطن كم حملة اعلانية توليتم كبرها ضد عضو من اعضاء مجلس الامه لأنه تطرق لتجاوزات ملاك الجريدة أو " حبايب " ملاك الجريدة ؟؟؟ الم يكن من الاجدر ان تتسع صدوركم لذلك النقد وان تدافعوا عن حرية النائب تحت قبة البرلمان أم أن القدسية لحرية الاعلام فقط ؟؟؟ ... وكم مرة " دستم ببطن " حرية الاعلام حينما شاركتم بوصلة ردح فضائحية مع صحيفة زميلة خلال السنوات الماضية ؟؟؟ ألم تعلموا وقتها أن الإعلام حر وحرية الاعلام خط أحمر لايحق لأحد أن ينال منه وأن الدستور قد كفل تلك الحرية أم أن الحرية لكم وليست عليكم ؟؟؟
يا جريدة الوطن إن لكل شي ضوابط وحدود ... عبادة الله وهي اشرف ما في الوجود وألزم ما في الوجود لها حدود وضوابط والا انحرفت وما قبلت والقانون له حدود وضوابط والا فقد مسماه واصبح " لا قانون "... الحريه لها حدود وضوابط والا اصبحت فوضى وفتنه وسلاح بيد السفهاء وما أكثرهم في الإعلام ... يا جريدة الوطن كان من الممكن أن يكون بيانكم أكثر اتزاناً واكثر عقلانيةً لو أنكم دافعتم عن الحرية الاعلامية وبينتم في نفس الوقت أن تلك الحرية مسؤولية منظبطة من تجاوزها فليس من اهلها ... لكنكم لم تفعلوا ولن تفعلوا ... فأنتم تريدون حرية إعلامية مطلقة لكم وللإعلاميين فقط ولو أدى ذلك لخراب مالطه.