2011/01/24

العبث بالشخصية


حب الفضول يأتي بالعجائب ومن أعجب مخرجاته انتشار ظاهرة "علماء الشخصية الجدد " الذين يقدمون لك تحديداً لشخصيتك بطريقة " Take Away " أو بالعامية بطريقة " سلق بيض" ... يعني

اعرف شخصيتك من لونك المفضل
اعرف شخصيتك من توقيعك
اعرف شخصيتك من خطك
اعرف شخصيتك من تعابير وجهك
اعرف شخصيتك من جلستك

للأسف أن هذا العبث بالشــــخصية يجد رواجاً بين بعض الناس وطبيعة الناس تميل إلى حب الفضول . هذا العبث بالشخصية لا يدعمه العقل ، كما لا يدعمه العلم وأقصد بالعلم (العلم الأكاديمي) وتخصص علم النفس تحديداً ولا اذكر أني قرأت كتابا علمياً (مو تجاريا) يؤيد هذا العبث الذي ملء أرفف المكتبات التجارية والمواقع الالكترونية .

تقييم أي شخصية أمر معقد ويعتمد على ضوابط كثيرة فالشخصية هي خليط من الانفعالات والعواطف والدوافع والسلوك و العادات وأساليب التفكير . ومعرفة الشخصية قضية اختلف فيها علماء النفس ولا يرون تحديدها إلا من خلال الاختبارات النفسية المقننة ، ورغم ذلك فإن البعض منهم يرى أن هذه الاختبارات غير واقعيه وغير دقيقة لأن الشخصية تدخل عليها عوامل خارجية كثيرة توثر فيها .

ورأيي المتواضع أن الشخصية لا يستدل عليها من خط أو توقيع أو لون أو جلسه أو تعابير وجه وفي المقابل لا أرى كذلك أن الاختبارات النفسية تحدد الشخصية بشكل دقيق . ولكن المعرفة الحقيقية للشخصية في رأيي يمكن الوصول لها من خلال " المعايشة والتعامل " وكلما طالت فترة المعايشة أو التعامل كلما كان التحديد أكثر دقة لأن الحكم في هذه الحال يكون نتيجة تقييم الشخصية واختبارها في مواقف متعددة ومتنوعة وليس في زاوية ضيقة جدا . وسأعرض عليكم رأي احد الخبراء في تحديد الشخصية لنتعلم منه كيف نتعرف على الشخصية بشكل دقيق .

عن عمر بن الخطاب أنه طلب من رجل شهادةً وقال له : لست أعرفك ولا يضرك أن لا أعرفك فأت بمن يعرفك . فقال رجلٌ من القوم : أنا أعرفه . فقال بأي شيء تعرفه ؟ قال : بالعدالة والفضل . قال : فهو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه ؟ قال : لا . قال : فمعاملك في الدينار والدرهم اللذين يستدل بهما على الورع ؟ قال : لا . قال : فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق ؟ قال : لا . قال : لست تعرفه . ثم قال للرجل : ائت بمن يعرفك .

قبل أن أنهي هذا الموضوع أوصي بأمرين : أولا الحذر من الاستغلال ودفع النقود على أمور لا مصداقية لها ولا تعدو كونها عبثاً بالشخصية واستغلالاً للسذج من الناس . وثانيا عدم الاستعجال في الحكم على الناس من موقف واحد أو موقفين فالمسألة اكبر من ذلك .

وجهة نظر ولكل وجهة هو موليها

هناك 6 تعليقات:

  1. كلامك صحيح بالنسبة لهالإختبارات التجارية, لكن في أيضا إختبارات معينه يستخدمونها امختصين والمعالجين النفسيين كونها من طبيعة عملهم

    زمان كانوا يقولون إذا تبي تعرف صاحبك عدل, سافر معاه

    يمكن هالشيء كان صحيح بالسفر بذاك الوقت للمخاطر او المصاعب اللي يتعرض لها الواحد, وممكن من خلالها يتعرف على معدن صديقه, لكن هالشيء الحين ما عاد ينفع, او خلنا نقول ماصار مقياس

    الشخص أو الصديق ما تعرفه عدل إلا لما يجتاز إختبارات معينه, ومو شرط إنها تكون معدة سلفا, ولا هي مكتوبة كنص الواحد يمشي عليه

    ردحذف
  2. سعيدا بالعثور على مدونتك

    (:

    ردحذف
  3. رائع جداً احسنت
    احنا نسميهم تجار الكلمة
    للأسف تمادوا ومنهم من يعالج الناس بغير علم

    شكراً لك ,,

    ردحذف
  4. معك حق في كل كلمة
    لست أؤمن بهذه الاختبارات

    منذ ان اجرتها انسانه تقليدية سطحية ليخبرها بأنها مميزه !

    ردحذف
  5. للاسف تشوفين الفضائيات والقنوات والجرايد هي الي تشجع على هشي !!

    ردحذف
  6. موضوع جميل ومفيد
    فعلا لاتعرف الشخص إلا بالعشرة وتعدد المواقف
    ماتشوف يقولون الرفيج مايبين الا بالسفر
    تسلم إيدك

    ردحذف